الشَّهيـدُ – للشاعر التونسي محمد علي الهاني

الشَّهيـدُ – قصيدة موجّهة إلى الأطفال للشاعر التونسي محمد علي الهاني
__________________________________________

الشَّهيـدُ *

شعر: محمد علي الهاني – تونس

لَمْ يَمـُتْ صَانِـــــعُ الْحَيَـــاةِ ولَكِـــــنْ ** مَــــــدَّ جِسْـــرًا إلــــى سَمـاءِ الخُلُــودِ

وغَدَا في خَمَائِلِ المَجْـــدِ شَمْسًـــــــا ** يَتَغَنَّـــــى مَــــعَ السَّنَــــى والنَّشِيــــــدِ

زَرَعَ الفَجْــــرَ في رُبُـــوعِ بــلادي ** وتَـهَــــادَى بِكُــــلِّ فَجْــــــرٍ جَدِيــــــدِ

أيُّها الْمُسْتَجِيرُ بِالخُلْـــد ، مَرْحَــــى! ** أنْــــتَ بَــــاقٍ وخَـالِــــدٌ في الوُجُــــودِ

أنْــــتَ أَشْعَلْتَ فِي السَّمَاءِ بُرُوقًــــــا ** وَمَزَجْـــتَ اللَّظَى بِقَصْفِ الرُّعُـــــــودِ

وَأَرَدْتَ الحَيَــــاة ؛ كَانَـــتْ وَكُنَّــــــا ** فِي الأَعَالَي، وَكُنْتَ بَيْتَ القَصِيـــــــــدِ

أنْــــتَ زَخْرَفْـــتَ بِالنُّجُـــــومِ بلادي ** وسَكَبْــــتَ الشَّـــــذَا بِبَــــــوْحِ الــوُرُودِ

أنــــتَ عَلَّمْتَنَــــا الوَفَــــاءَ ؛ وَفَيْنَــــا ** ووَصَلـْنَــــا وَفَاءَنَــــــا بِالوُعُــــــــــــودِ

وعَشِقْنَـــــــا بلادَنــــــا ؛ فَسَمْونَـــــا ** وخَلَقـْنَــــا بِعشقِنَــــا أَلْـــفَ عِيــــــــــــدِ

نحنُ نَسْعَى على خُطَـاكَ جَمِيعًــــــا ** نَمْتَطِي الشَّمْسَ تحتَ خَفْقِ البُنــــــــــودِ

أيُّهَا الظَّامِئُــــونَ لِلنُّـــورِ … إِنَّــــــا ** نَقْبِسُ النُّـــورَ مِنْ جِــــرَاحِ الشَّهِيــــــدِ.

___________________________
فازت هذه القصيدة بجائزة الأرض سنة 2008

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً