أَسَدُ الثُـــوارِ بقلم الشاعر حمزة عبد الجليل

/______” أَسَدُ الثُـــوارِ”______/

وَتَرْحَلُ وَيَعْبَثُ الأَوغادُ بِالوَرْدِ وَالأَزْهَارِ
يَا ضِرْغَامًا صَالَ وَ جَالَ فِي كُلّ الأَقْطَارِ
حَمَلْتَ أُمَّ القَضايَا كَأنْ عَلَى بُـرَاقٍ تَحْمِلُكَ
إِذِ الصٌبْحُ بِأَمْرِيكَا وَبِأُورُوبَا عِنْدَ الأسْحَارِ
الكَلَلُ كَـلَّ فَتَـاهَ سَبِيلُهُ أَوْ كَـادَ عـَنْ فُؤَادِكَ
كَأنْ تَهَابُ خَاطِفَ الرّوحِ وَسَالِبَ الأَعِمَارِ
لـيْسَ يُمْهِلُكَ وَتَرَاهُ مِنْ غَيْرِ أغْلاَلٍ قُدْسَكَ
فَبَنَيْتَ أَوْكَـارًا عَلَى شَوَامِخِ قِلاعِ الأحْرَارِ
وَصَدَحْتَ مِنْ أَعْلَى أَعَالِيهَا بِأَعْلَى صَوتِكَ
يَا رُفَقَاءَ الدَّرْبِ لا لـلإِذْلالِ وَلاَ للإنْـكْسَارِ
فَصِرْتَ فِي القٌَوْمِ مَنَارَةً وَكُـلُّ نَبِيلٍ يَتْبَعُكَ
وَصَقْرًا جَرِحًا مَا بَخَلَ فِي يَوْمٍ بِبِنْتِ مِنْقَارِ
لا تَسَلْنِي عَنْ مَا أحْدَثَ الغِرْبَانُ مِنْ بَعْدِكَ
قَدْ يُعَـكِّرُ صَفْوَكَ مَا عِنْدِي لَكَ مِنَ الأخْبَارِ
تَشَتَتَ الـقَوْمُ بَعْـدَ مَا كَـانُوا مُلْتَـفِـينَ حَوْلَكَ
هَذَا يَحْتَسِي جُبْنًـا وَذَاكَ يَعْلَفُ ذُلاً بِالقِنْطَارِ
مُلُوكٌ وَأمَرَاءٌ وَحُكَّـامُ قَدْ حَادُوا عَنْ دَرْبِكَ
هَذَا عَـبْدُ تَاجٍ وَذَاك غَـرَقِ فِي الإسْتِصْغَارِ
قَدْ خَانَ كُلُّ غَـرّدَ الكِبْرِيَاءَ عَلَنًا فِي سَرْبِكَ
وَالكُـلُّ بَرّرَ أَنَّ الحَبِيبَ أَمَرَ بِبِرِّ سَـابِعَ جَارِ
وَالعُلَـمَاءُ تَحْتَ غِـطَاءِ لِي دِينِي وَلَكَ دِينُكَ
أَفْتُوا فِي كُـلِّ بَلاطٍ فَـتَاوِي الخِزْيِّ وَ العَارِ
هَلْ يَكْفِيـكَ هَـذَا وَقَـدْ أَلُومُ نَفْسيِ إِنْ أَزِيدُكَ
قَدْ تَعِبْنَا مِنْ بَعْدِكَ يَا إمَـامَ النُّبَـلاَء وَ الثُوَارِ
نَشْتَاقُ زَئِيرَالسَبْعِ وَقَـدْ أَدْمَى الفُؤَادُ رَحِيلُكَ
مَا نَقْبَلُ عَيشَ الذُّلِّ وَرضَيْنَا بِصَنِيعِ الأَقْدَارِ
غَابَ الأَيُوبِيُ وَعَقِـرَتْ الأَرْحَـامُ عَنْ مِثْلِكَ
فِي الحُكْمِ وَ فِي الشُعُبِ أَلفَ أَلفَ أَبُو عَمّارِ
رَوْضَةٌ مِنَ الجِنَانِ يَا أَبَتِي بِحَوْلِ الله قَبْرُكَ
وَمَقْعَـدَ صِدْقٍ بَيْنَ الشُهَـدَاءِ وَ بَيْنَ الأَبْـرَارِ
______(د.حمزة عبد الجليل)______

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً