أدب الجراءة……. بِقَلَم الأديبة عَبِير صَفْوَت

الْأَدَب ؟
هُو هَمْزَةُ الْوَصْلِ بَيْن الْمُجْتَمَع وَبَيْن الْعَوَالِم الأخري ، بِالطَّبْع لَا نَقْصِد عَادَات وتقاليد الْأَوْطَان الْمُخْتَلِفَة أَوْ مَا يَقُومُون بِعَمَلِه ، إنَّمَا الْأَدَب نَافِذَةٌ مُتَّسِعَة لَيْسَ لَهَا شُمُول أَوْ تَعَدَّدَ .

أَدَّاه مُنْفَرِجَة لَيْسَ لَهَا عُمْق أَو مُتَّسِعٌ ، نَحْنُ بِصَدَدِ قَلَم لَهُ كُلُّ الْحُسْبَان ، يَكْتُب الْأَدَب بِصُورَة الْمُخْتَلِفَة ، حَتَّي يَرْتَكِز عَلَيْهِ كُلُّ الفئات وَيَحْتَسِب لَهُ كُلُّ الْعُقُول .

الْأَدَبِ هُوَ بِدَايَة الْحَدَاثَة والتَّطَوُّر ، بِدَايَة الْفِعْل وَرَد الْفِعْل ، بِدَايَة الْجَرَاءَة فِي الْحُبِّ . . فِي الْقَتْلِ . . فِي الشِّجَار . . فِي الْمُقَاوَمَةِ . . فِي الثَّوْرَة . . فِي تَغْيِيرِ الْعَادَات والتقاليد .

الْأَدَب جُنُون وَعَقْل ثَابِت ، الْأَدَب ثَار وَانْتِقَام ، رِسَالَة وَخِدَاعٌ ، الْأَدَب مَعْنِيٌّ الشَّرَف ومعني الوَطَن ، وَالنَّقَاء والْوَفَاء حتي التضحية .

الْأَدَب خِطَاب للبشرية ، يَكْشِف الْحَقَائِق وَيَكْشِف الْغَمَامَة عَنْ الْعُيُونِ ، الْأَدَبِ هُوَ الرَّسْمُ بِالْكَلِمَات ومعني الْإِنْسَانِيَّة ، الْأَدَب بِنَاءٍ أَوْ هَادِمٌ .

الْأَدَب تَارِيخ وَطَن ، عَادَات وتقاليد شَعُوب ، سِمَات عائلات ، أَيْدِيُولُوجِيا مُتَغَيِّرَة متطلعة ، عَالِمٌ مُتَجَدِّدٌ ، عَلاَقات غَيْرِ مَأْلُوفَةٍ ، وثورة مُغَايِرَةٌ رُبَّمَا لِكُلّ الْأَفْكَار .

الْأَدَب رِسَالَة سيتمجد بِهَا التَّارِيخ ، وَالْقَلْم أَمَانَةٌ ستشهد يَوْمِ الدِّينِ عَلِيٌّ حُرُوف طَالَمَا جَرَفَت عُقُول ، وَكَلِمَات طَالَمَا أَوْقَعَت الْآخَرَيْنِ فِي صَائِبٌ أَوْ خَطِيئَةٍ ، لِذَلِك حَفِظُوا عَلِيّ اقلامكم مِثْلَمَا تحافظوا عَلِيّ تُرَاب الْأَوْطَان .

الدَّافِع وَرَاء الْأَدَب /

الْأَدَبِ لَهُ أُصُولُ وَدَوَافِع

أُصُول مِيرَاث عَائِلِيّ ، يَنْبُعُ مِنْ البِيئَة الْأَصْل ، مِيرَاثٌ مَنْ الْآبَاءِ وَالْأُمَّهَاتُ ، مِيرَاث سَوِيّ صَالِحٍ أَوْ مِيرَاثٍ نَرْجِسِي مَكْبُوت مِنْ قَهْرِ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ ، مِيرَاث دَفَع الانجال لِتَعْبِير المكبوت وَفَرْض الذَّات عَلِيّ الْمُجْتَمَع .

أُصُول الْأَدَب

مَوْلُودٍ مِنْ عَقْدِهِ قَدِيمَةٌ تَمَخّضَت وَتَشَابَكَت ، اسْتَطَاع الْأَدِيب أَن يَحْتَوِي تِلْك الفِكْرَة ، حَتَّي خَرَجَ بِهَا إِلَيَّ النُّور .

أُصُول أَدَبِيَّةٌ نَاتِجٌ خبرات قَدِيمَةٌ ، أَوْ دِرَاسِهِ وَاعِيَة أَوْ حَبًّا فِي الْأَدَبِ وَالْفَنّ وَالِاخْتِلَاف .

أُصُول أَدَبِيَّةٌ نَاتِجٌ الهواية ، وَاسْتِحْسَانٌ الْإِحْسَاس والاريحية وَاللَّذَّة فِي التَّعْبِيرِ .

أُصُول بِهَا اسْتِكْمَال رِسَالَة الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ .

مُسَبَّبَات نَجَاح الْأَدَب /

الْأَدَب النَّاجِح ، هُوَ الْأَدَبُ الْمُفِيد الَّذِي لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْهِ كُلُّ الْمُجْتَمَعات فِي كُلِّ البِلادِ .

إذَا نَحْنُ نَتَحَدَّث عَنْ مَا يَجُوزُ وَلَا يَصْنَعُ بنفوسنا الْخَجَل ، أَو يهاجم السَّلَام ، وَلَيْسَ بِهِ شَائِبَة تَذَكَّر .

الْأَدَب النَّاجِح ، هُوَ الْأَدَبُ الَّذِي لَا يَخْجَل التَّارِيخِ مِنْ ذَكَرَهُ أَوْ الأَجْيَال مِن اقْتِنَاء محفوظاتة .

الْأَدَب يُولَد مِنْ رَحِمَ التَّارِيخ وَدِرَاسَة الْفَلْسَفَة وَعُلِم النَّفْس ، وَعُلِم الطَّبِيعَة وَعُلِم الِاجْتِمَاع وَعُلِم الْأَجْرَام وَدِرَاسَة مَوَادّ القَانُون وَغَيْرِه .

الْأَدَب الصَّائِب ، هُو الْفَنّ وَالْإِحْسَاس بِالْعُمْق وَالتَّحَكُّم فِي الظِّلِّ والنُّور كَمَا التَّحَكُّمِ فِي الْكَلِمَةِ وَالْمَعْنِيّ ، كَمَا التَّحَكُّمِ فِي رَسْمِ الْحُرُوف .

الْأَدَب الصَّائِب يُعَانِق الْقَلَم النَّظِيف الجَادّ فِي قَضَايَاه وَالْحَكِيم فِي تَوْظِيف الْكَلِمَة وَالْمَعْنِيّ وَالْوُصُول للهدف .

الْأَدَب النَّاجِح يُلَازِم شَخصِيَّات سَوِيَّة ، دَائِمًا تَنْظُر لسماء وَتُحْمَد اللَّهُ عَلَيَّ النِّعَم .

مُسَبَّبَات إِخْفَاقٌ الْأَدَب /

يَخْفِق الْأَدَب إذْ صَارَ غَرْفَة مُغْلَقَة ، تَفَرَّغ بِهَا الْمَشَاعِر .

إذْ خَرَجَ مِنْ ذَاتِ غرائزية ، إذْ كَانَ يَرْسُم بِحِبْر مِنْ نَارٍ عَلِيّ أَجْسَاد الْعُرَاة .

يَخْفِق الْأَدَب ، إذ تَجْمَع حَوْلَه شَهْوَة الرِّجَال وَرَغْبَة النِّسَاء ، وَبَرَاءَة الفتايات وعزرية الشَّبَاب .

يَخْفِق الْأَدَب ، إذ هَتْك الْأَعْرَاض ، وَفَتْح الطَّرِيق إمَام الرزيلة وَكَشَف الْمَسْتُور إمَامٌ مِنْ لَمْ يَعْرِفْ .

يَخْفِق الْأَدَب ، إذْ كَانَ أَدَّاه لِتَرْوِيج الجَرِيمَة وَالشَّعْوَذَة وَالشُّذُوذ ، واستهجان الفِكْرَة البزيئة .

يَخْفِق الْأَدَب ، إذْ كَانَ طَرِيقُ لِتَغْيِير الثَّقَافَات وَإِقَامَة الثورات ، وَبَثّ الْفِتَن وَبَثّ سُوءُ الْفَهْمِ المغلوطة وَتَفْصِيل الدِّين .

سَبَبٌ تَنَوُّع الْأَدَب /

هُنَاك بَعْضًا مِنْ الْأُدَبَاء يَتَمَيَّزُون فِي احدي سِمَات الْأَدَب ، قِصَّة شِعْرًا إلَخ

إنَّمَا . . لِمَاذَا التَّعَدُّد ؟ !

التَّعَدُّدِ فِي فُرُوعِ الْأَدَب ، رُبَّمَا هِبَةِ مَنْ اللَّهِ ، تُفرد فِي الْمُقَدَّرَة ، أَوْ غَرَضٍ الْهُرُوب إلَيّ أَدَب آخَر .

التَّعَدُّد لِحُبّ رِسَالَة الْأَدَب ، إنَّمَا لَا يُوجَدُ دَافِعٌ أَكِيدٌ لِتَعَدُّد لَم نلحظة حَتَّي الْآن .

سَبَبٌ تَغْيِير مَسار جِنْس الْأَدَب /

لَا يُقْصَدُ بِتَغْيِير المسار التَّعَدُّد ، إنَّمَا يُقْصَدُ الِانْتِقَال .

مَا الدَّافِع ؟ ! لِيَتْرُك الْأَدِيب إِبْداعِه فِي كِتَابِهِ الرِّوَايَة مَثَلًا وَيَنْتَقِل لِكِتَابِه الْقِصَّة .

رُبَّمَا الْمَرَض ، أَو الزَّهَق أَوْ عَدَمِ الْقُدْرَةِ عَلِيّ مُسَايَرَة الْأَحْدَاث بِتَفَاصِيلِهَا وَفَقْر الْمَعْلُومَات .

يَقْلَع الْأَدِيب عَنْ هَذَا الْأَدَبَ ، إنَّمَا مِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَعُودَ إلَيْهِ لَاحِقًا .

سَبَبٌ التَّمَسُّك بِالْجِنْس الأَدَبِيّ /⁦

التَّمَسُّك بِالْجِنْس الأَدَبِيّ ، مِثْلَمَا يَتَمَسَّك الْمَوَاطِن بِوَطَنِه .

الْإِيمَان بِالْعَمَل وَرُؤْيَة الْعَطَاء الْمِثْلِيُّ فِي هَذَا الْعَمَلِ الدَّؤُوب .

مُمَارَسَة الْمَبْدَأ فِي هَذَا الْأَدَبَ .

التَّفَرُّدَ فِي هَذَا الْجِنْسِ الأَدَبِيّ .

حُبّ التَّعْبِيرِ عَنْ الشَّخْصِيَّةِ والاثرا الأَدَبِيّ .

ثَقُل الْأَدَب مُنْذ الصِّغَر /

الدِّين والنشأة وَالْعَادَات والتقاليد وَالثَّقَافَة الْمَرْئِيَّة ، وَالْبُعْدِ عَنْ مَغْلُوط الْأَفْعَال وَالْأَفْكَار وَسِيَاسَة النَّشْأَة السَّوِيَّة ، عَوَامِل تُسَاعِد عَلِيّ نُضُوج الْأَدِيب مِنْ الصِّغَرِ .

الْمُتَابَعَةِ مِنْ لَهُمْ الْأَمْرُ خَارِجٌ الْوَسَط العائِلِيّ .

الِاشْتِغَال عَلِيّ مَوْهِبَة الطِّفْل مُنْذ الصِّغَر .

تَرْسِيخ صَحِيحٌ الْمَفَاهِيم وَاللَّفْظ الصَّحِيح ، وَالْقِرَاءَة وَالتَّطَلُّع وَالتَّعْبِير الْإِيجَابِيّ ، تُسْنَد الْمُبْدِع كَا عُكّاز مِنْ الصِّغَرِ ، حَتَّي يُصَلّ إلَيّ النضوج الأَدَبِيّ .

الْأَدَب الْمُتَأَخِّر /

الْأَدَب الْمُتَأَخِّر ، مِنْ الْجَائِزِ أَنْ يَكُونَ ، ذَات الطَّابَع الْوَاحِد وَالْفِكْرَة الْوَاحِدَة والأسلوب الْوَاحِد ، الثَّقَافَة الضئلية الْوَاحِدَة .

رُبَّمَا التَّقاعُد أَوْ التَّفَرُّغُ ، دَفَع الْمَرْء لِكِتَابِه الْمُتَأَخِّرَة .

الشُّعُور بِالْفَرَاغ الأسري أَو العاطفي .

أَو نَاتِجٌ ثَقَافَةٌ عَمِيقَةٌ تَعَدَّدَتْ فِي مجالات أَخِّرِي .

الْجَرَاءَة الأدبية/

هِيَ كَلِمَاتٌ لَا تُحْمَلُ أَمَانَةٌ الأَقْلام ، تتجراء عَلِيّ الذَّات وَالْآخَر وتتجراء عَلِيّ الْبَشَرِيَّة وَالْوَطَن .

تتجراء وَتُكْشَف فَسَاد الطَّرِيق إمَام الْمُجْتَمَع الْمُكَوَّنُ مِنْ ( نِسَاء وفتيات وَرِجَالٌ ) فِتْنَةٌ مُقْنِعِه .

الْجَرَاءَة الأدَبِيَّة لَيْسَت مُسْتَحَبَّةٌ ، لِأَنَّ هُنَاكَ عُقُول رُبَّمَا تتفهم الْكَلِمَات بشكلها الْخَارِجِيّ وَلَا تقراء بَيْنَ السُّطُورِ أَو عُمْق الْكَلِمَة .

جَرَاءَة الأَقْلام لَهَا مِيرَاثٌ مَنْ جَهْلَاء الأَقْلام ، يَقْذِفُون حِجَارَةٌ مِنْ عَدَمِ الْوَعْي نَاتِجٌ الْجُرْاءة جُرْاءة بِلَا وَعِيّ .

الْأَدَب الاباحي /

دَائِمًا الْكَلِمَةُ فِي مِيزَانِ أَعْمَالِكُم ، ستحطون بِهَا الْفِعْلُ مَقَام الرزيلة وَالرَّغْبَة تُسَاوِي الْجَهْل .

أَحَبّ قلمك كَمَا تُحِبّ نَفْسِك وَلَا تُفَرِّطْ فِي حروفك مِثْلَمَا تُحَافِظ عَلِيّ ذَاتِك الْعَزِيزَة .

اعْلَمْ أَنَّ الْكَلِمَةَ الْعَارِيَّة هِي ذَاتِك الْعَارِيَّة ، الَّتِي سيراها أَقَارِبِك وأخواتك ، وَيَشْهَد بِهَا التَّارِيخ عَلَيْك .

الْأَدَب الاباحي هُوَ صَاحِبُ الفِكْرَة الإِجْرَامِيَّة .

أَنْت تُخَاطَب الْعَاطِل وَالْمُهَاجِر والنازح إلَيّ بِلَادِك ، صَاحِب الْعَادَات والتقاليد الأخري وَالدِّين الْآخَر . أَنْت تُخَاطَب المجرم وَالظَّالِم والمتعالي وَالْمَغْرُور وَالْمَرِيض والعميل وَفَاقِد الْهُوِيَّة .

الْإِبَاحَةُ لَيْسَتْ كَلِمَةً ، إنَّمَا هِيَ تَوْرِيد أفْكَار تُخَصِّص الرزيلة والاجرام وَتَعْمَلُ عَمَلَ السِّحْر عَلِيّ الْعُقُول الْأُمِّيَّة الْبَسِيطَة .

لَا تَكُونُ عنصرا فَاسِدٌ يخصب مَنْ جَهِلَ الجَرِيمَة .

الْأَدَب العائِلِيّ /

نَحْن نُخَاطَب آبَائِنَا وأخواتنا وأمهاتنا ، وشعوبنا وَتَخَاطُبٌ التَّارِيخ ونتعظم بِالحَضارَة .

أُطْروحَةٌ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُفْتَحُ صَائِبٌ الطُّرُق إمَام الْمُجْتَمَع وَتَثْبُت الْعَادَات والتقاليد وَالتَّمَسُّك بِالْحَقّ وَالدِّين ، هِيَ مِنْ أساسيات صِفَةٌ الْكَاتِب .

الْوَصْف بِالْكَلِمَات هُوَ مَا يَنْشَأُ الأَجْيَال ، وَالتَّعْبِير بالهوية ، إشَارَةٌ بمعني حُبَّ الْوَطَنِ .

أَنْتَ رَسُولُ الْكَلِمَة ، وَالْكَلِمَة أَمَانَةٌ بَيْن الْأَيَادِي الأدَبِيَّة .

الْأَدَب العائِلِيّ ، يُخَاطَب الْآبَاء بِلَا خَجِل وَالْأُمَّهَات بِعَفْو وَالفَتَيَات بِرِدَاء مَسْتُورٌ ، والفتيان بِاسْمِ الْحَقِّ وَالضَّمِير .

أَنْت تُخَاطَب الْمَسْؤُول بِالبوح عَن مَشَاكِل الْمُجْتَمَع .

تُخَاطَب الْمُجْتَمَع الْخَارِجِيّ بتوظيف الصَّلَاح الاجْتِمَاعِيّ وَبَثّ فَكَرِه تَحْصُد الخَيْرُ والنَّماءُ بَيْن الْعُقُول .

تُخَاطَب الأوفياء والمكدين الطامحين .

تُخَاطَب الطَّيِّب الْعَطَاء ، تُخَاطَب أَصْحَاب الرِّسَالَة .

وَتَخَاطُبٌ رِجَالٌ الوَطَن الشُّرَفَاء .

تُخَاطَب الْأَطْفَال الَبريئة فِي مَهَّد نَقَاء الطُّفُولَة .

لَا تَكُونُ زُرْعَة بِلَا مَنْبَت

تَهْجِير الْأَدَب /

الدَّافِع لِتَهْجِير الْأَدَب ، هُوَ تَوَقُّفَ الْعَقْلُ عَنْ تَفْعِيلٌ الْأَدَب ، وَالْعَمَل عَلِيّ تَفْعِيلٌ الارتباح مِنْ وَرَاءِ الْأَدَب .

لَا تَجْعَلْ الْأَدَبُ وَسِيلَةٌ لِكَسْبِ الْأَمْوَال ، الْأَدَب رِسَالَة هادفة لَن تَنْتَهِي .

سَطْو الْعَقْل الْحُرْفِيّ وَالتِّجَارِيّ عَلِيّ الْعَقْل الأَدَبِيّ ، سينتصر أَحَدُهُمَا وَيَمُوت الْآخَر ، لِأَنَّ الْأَدَبَ عَطَاء وإحساس معنوى ، وَالْعَمَل عَلِيّ الارتباح أَخَذ وإحساس مَادِّيٌّ بِارْتِيَاح الْجَسَد وَالْعَقْل ، إذ تَمَتَّع عَقْلِك وَجَسَدِك بِالْمَادَّة ، فَلَا مَكَان لِمُتْعَة الْإِبْدَاع الْمَعْنَوِيّ .

يَهْجُر الْأَدَب بِسَبّ سَطْو الرَّغْبَة وَالْحَبّ الشَّهْوَانِي وَتَفَاعُل الْجَسَد بِالشُّعُور الْقَوِيّ يُقْتَل فِطْرِه الْإِحْسَاس بالابداع .

تَغْيِير الأيديولوجيا ، وسطو هَجِينٌ الْأَفْكَار .

تَغْيِير البِيئَة ، تَغْيِير الْمُجْتَمَع ، سَطْو الْفَقْر ، سَطْو الجَرِيمَة ، سَطْو الرَّغْبَة ، الِانْحِرَاف الأخْلاقِي واللامبالاة وَعَدَم الْإِحْسَاس بالوطنية وَازْدِيَادٌ مَشَاكِل الْمُجْتَمَع .

أَوْ بِسَبَبِ الْهِجْرَة إلَيّ عَالِمٌ لَا يُؤْمِنُ بِالْأَدَب .

أَوْ بِسَبَبِ جَوّ بِيئِي عَائِلِيّ سِيئ.

الْإِنْسَانِيَّة وَالشُّعُور بِالرَّاحَة بِلَا مَرَضٍ أَوْ قَلِق أَوْ خَوْفِ ، هُوَ الدَّافِعُ الْأَصْلِيّ السَّوِيّ .

لَا يُجْعَلُ مِنْ الْمِحْنَة وَالْوَقِيعَة وَالْحَظّ السَّيئ سَلَمًا ، يَأْخُذُه نَحْو الِاخْتِلَاف والتالق إلَّا الْأَدِيب الْقَادِر عَلِيّ تَوْظِيف اللَّحْظَةِ فِي الْمَشْهَدِ الأَدَبِيّ .

رُبَّمَا مُعْظَم الْأَشْيَاء مَقْبُولَةً مِنْ أَجْلِ إنْتَاج الْأَدَب إلَّا الشُّعُور بِالْخَطَر ، يَجْعَل مِنْك أَدِيبٌ مُقامِر بخيالة ومتنازل عَن سِمَات التَّصَالُح مَعَ النَّفْسِ .

سيكولوجية بَيْن الْكَاتِب وَالْعَمَل /

لَا يَجِبُ أَنْ يَنْفَصِلَ الْأَدِيب عَنْ عَمَلِهِ ، إلَّا يَتْرُكُه ويتناسي أَمَرَه ، أَوْ يَجْعَلُهُ فِي مَرْحَلَةٍ الْجُمُود ، أَوْ يَتْرُكُهُ مَبْتُورٌا بِلَا اِسْتِمْرارِيَّة .

يَجِبُ أَنْ يتبني الْأَدِيب عَمَلِه ، وَيَجْعَلُه دَائِمًا فِي مَرَاحِل التَّطَوُّر وَالِاخْتِلَاف ، يُسَمُّوا بِه حَتَّي الِارْتِقَاء وَالتَّمَيُّز .

الْأَدَب التفاعلي /

هُوَ الْأَدَبُ الَّذِي يَتَفَاعَل ويتأثر بِهِ الْقَارِئُ حَدّ الانسجام وَالتَّأْثِير وَتَرَك عَلَامَةٌ بخيالة ومشاعرة .

لَا تَكُونُ كالضيف الَّذِي يَأْتِي لِزِيَارَة ويرحل كَأَنَّهُ لَمْ يَأْتِي ، إنَّمَا كُنّ كَا شَخْصٌ يُكْمِل ذَات الْجَمِيع ، وَيَرْبِط بَيْن الأحاسيس وَالْمَشَاعِر وَالْمَسْرُود مِن أَنَامِل الْكَاتِب .

الْحَبُّ مِنْ أَوَّلِ نَظْرَةٍ /

حُبّ الْقَارِئ لِمَا يقراء وَالِاقْتِنَاع بِهِ حَدُّ الْإِيمَان ، هَذَا سَبَبُ نَجَاح الْكَاتِب .

الْعَلَاقَة المتوترة الَّتِي تضغط عَلِيّ الْمَشَاعِر وتغط عَلِيّ أَوْجَاع الْقَارِئ ، هِيَ الَّتِي تزيح الْغِطَاء الْمَكْنُون المختبئ بَيْنَ الذَّاتِ ومشاعر الْقَارِئ .

اعشق الْقَارِئ حَتَّي تَصِل لِمَا يُحِبُّهُ ، واعشق الذَّات وَالْقَلْم ، فَأَنْت رِسَالَة وَقَلَّم مَحْفُوظ بَعْد الْمَمَات .

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC هو مؤسسة تعليمية متخصصة تهدف إلى توفير برامج تدريبية متميزة تساهم في تطوير المهارات وتعزيز فرص العمل للمشاركين. يعمل المركز بالتعاون مع #الشبكةالأهليةللتعليم NEN، وهو…

هل الطلاق حل بقلم الكاتبة اللبنانية ملفينا ابومراد

هل الطلاق حل؟ لا يحدث الطلاق إلا بعد الزواج. للطلاق أسباب متعددة، ورغم قوة المرأة ، فإن الرجل يُعَّدُ لها سندًا كما هي له، حيث يتكامل دورهما في الحياة. لا…

اترك تعليقاً

مختصرات

إحتفالا باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة

  • مايو 4, 2025
  • 63 views
إحتفالا باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة

احتفاءًا باليوم العالمي لحرية الصحافة

  • مايو 3, 2025
  • 43 views
احتفاءًا باليوم العالمي لحرية الصحافة

مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

  • مايو 1, 2025
  • 60 views
مركز التدريب والتأهيل العالمي GTC بوابتك نحو النجاح المهني

المخرج محمد خميس يشجع على حضور مهرجان مالمو للسينما العربية

  • أبريل 27, 2025
  • 20 views
المخرج محمد خميس يشجع على حضور مهرجان مالمو للسينما العربية

نقابة الفنانين في سورية تكرّم فضل شاكر و تكشف سر منحه العضوية

  • أبريل 26, 2025
  • 27 views
نقابة الفنانين في سورية تكرّم فضل شاكر و تكشف سر منحه العضوية

الطبعة الثامنة والثلاثين من تظاهرة “منتدى الكتاب”، وتزامنًا مع شهر التراث (18 أفريل _ 18 ماي)

  • أبريل 24, 2025
  • 30 views
الطبعة الثامنة والثلاثين من تظاهرة “منتدى الكتاب”، وتزامنًا مع شهر التراث (18 أفريل _ 18 ماي)