يَا صَاحِبَ “كُــنْ” بقلم الشاعر حمزة عبد الجليل

/ـــــــ يَا صَاحِبَ “كُــنْ”ـــــــ/
**

يَا فَارِجَ كُـلِّ الهُمُومِ وَ كُـلّ ضَائقَة
فَـرِّجْ هُـمُومًا أَضْحَتْ بِالقَلْبِ عَالْقَة
إِنْ وَلَيْتُ قَلْبِي صَوْبَ القُدْسِ تَمَزَّقَ
وَصَوْبَ بَغْدَادٍ ذَرَفَ دُمُوعًا حَارِقَة
وَ أَيْنَـمَا أُوّلِيه نَضَخَ الأَسَى وَ تَدَّفَقَ
مِنْ ذُلِّ مَغَارِبَة العٌرْبَانِ وَالمَشَارِقَة
الكُلُّ صَاغِرٌ وَالكُلُّ إِلَى القِرْدِ تَمَلّقَ
وَعَلَى أَصَابِعِ اليَدٍ تُعَدُّ أَنْفُسٌ شَاهِقَة
إِنِ نَطَقَتْ بَابُ الحِوَارِ عَـلْيْهَا أُغْلِقَ
أَوْ أُعْدِمَتْ يَا لَيْتَهَا مَا كَـانَتْ نَاطِقَة
فَكَمْ نَفَسٍ بِالحَبْلِ كَتَمُوه حَتَى أُزْهِقَ
وَكَمْ مِنَ أَفْـوَاهِ كُمِّمَتْ وَهِي صَادِقَة
أَمْرُ النَاسِ بَيْنَ الرُوَيْبِضَة قَدْ تَفَرَّقَ
فَمَا سُمِعَ إلاَ أَصْوَات غِرْبَانٍ نَاعِقة
فَهَـذَا أَطْرَبَهُ النَّعِيقُ وَ للخُبْثِ صَفَّقَ
وَذَاكَ مَجَدَ طُغْمَةً فِي الرَّذِيلَةِ غَارِقَة
غَافِيةٌ وصَفُّ العُرُوبَةِ بِالغَدْرِ تَشَقَّقَ
وَتِيجَانٌ لِجِيدِ الخِنَزِيرِ بِحُمِقٍ مُعَانِقَة
الوّدُ مِنْ أرْضِ الحَرَمَيْنِ بِمَالِ تَنَمَّقَ
عَلَى يَدٍ حَمْقَاءٍ مِنْ مَال الحَجِّ سَارَقَة
تَبًّا رَاعِي الإِبِلٍ رِقَـابِ النَـاسِ تَسَلَّقَ
إِمَّا بِمِنْشَـارٍ أَوْ بِسُيُولِ أَمْـوَالٍ دَافِقَة
يَا مَاسِكًا بِجَنَاحِ كُلّ مَنْ حَطَّ أَوْ حَلَّقَ
نَشْكُو إلَيْكَ دَهْرًا غَابَت عَنْهُ العَمَالِقَة
فَحَكَمَتْنَا أَقْزَامٌ بَقَلْبٍ مَا بِالعَـدْلِ تَعَلَّقَ
وَأَفْئِدَةٍ أَدْمَنَتِ الغَـدْرَ وَنُفُـوسٍ مُنَافِقَة
ــــــــ(د. حمزة عبد الجليل)ـــــــــــ

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً