وعدتُ نفسي // للشاعرة خديجة بلغنامي

وعدتُ نفسي

أُصرُخْ أيها
الشوقُ بِلَهيبكَ
فقد وَعَدْتُ نفسي
أن لا أتَجَرَّعُكَ
صمتاً
أُصرخْ بِلُغَةِ الوجع
واسقيني حُزْناً
واجعلْ عُروقي
تَنْتَشيكَ
جماراً ورعْشةَ
مَحْمُوم ْ
رحَلَ مَنْ شَقُّوا
الصدرَ نِصْفينِ
واستوطنوهُ
وخلَّفوا خَلْفَهُم قلباً
مذبوحاً بسكاكينِ
الغياب…
فوعَدْتُ نفسي
أن أَبْتُرَ أوْرِدةَ
جنوني و أعتزلَ
طوابيرَ انتظاري
وبمحطاتِ الأسفارِ
أتنازلُ عن ولدنتي
وأدخل عواصم
الراشدين..
وَعَدْتُ نفسي
ألف وعدٍ…
وأخلفتها كلها
ووَعدْتها أنْ أخفي
الجروحَ والنَّذبات
وأُغَطِّي حدائقَ الفُلِّ
وأزرع الصبارَ بالطرقات
ألَملِمُ شتاتي بكل
اللغات
وعدْتُ نفسي
وأشهدتُها أن أنظف
أحلامي من غبار
الخيبات
وأجَمِّلَ عاهاتي
وعُقدي
بملح نضجي
وَعَدْتُ نفسي أن
أجعل
الحب يستشهد
بقفصي الصدري
وفشلت ..
وَعَدْتُ نفسي
أن لا أكون
للريح مُتاحاً
وأنْ لا أغُضَّ الطرْفَ
حين تمطرُ السماء
بما لا أشتهي..
وعَدْتُها ألفَ وعْدٍ
وأخلفْتُها كلُّها
وها أنا أجْلِسُ
تحْتَ جُسورِ
قدري
أنسجُ قراراتي
على ورقِ الوهم

بقلمي
خديجة بلغنامي

Related Posts

كأنك مطر بقلم بسام احمد العبدالله

كأنكِ مطر لا تسألي كيف أحبكِأنا لا أملك تفسيرًاكما لا تملك الريحُ مبررًا لجنونهاولا البحرُ سببًا لافتراسه اليابسة حين تغيبينتغلق المدنُ أبوابها، وتصير الأرصفةُ مبلّلة بالأسىكأنكِ المطرُولم تأذني للغيم أن…

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

اترك تعليقاً