نص : كيف نوهم اطفالنا انهم ليسوا ايتاما ؟! مدخل : الى العيد الذي ضيع نكهته ..والى روح الغياب د. نادية نواصر الجزائر

نص : كيف نوهم اطفالنا انهم ليسوا ايتاما ؟!
مدخل : الى العيد الذي ضيع نكهته ..والى روح الغياب

كانوا هنا..يرقصون في اعراس القلب
قبل نومهم الابدي
يصاعد الى السماء السابعة هتاف الفرح المتغلغل في اصواتهم

ينتظرون حلوى العيد على موائد الطاولات الشهية
وعلى كفوفهم تحط السوسنات
وعلى مناكبهم هديل الحمام
كانوا هنا يحفرون اثلاما في الوجدان
يزرعون اخاديدا من افراح العمر
ينتظرون العيد على شرفات العمر
مجللين بالتهليل والتكبير
كانوا هنا
في روحي
ما كنت وحيدة.. ؟!
كانوا هنا يرسمون على محيا الليل قمرا ونجمة
كانوا هنا
في الحنين الراسخ يقيمون
يعدون معي حلوى العيد على طاولات الخفق
اناديهم فيرودون
احاورهم فيسندون ظهورهم الى جدار الاصغاء
يعيدون الى التاريخ ترتيب الايام وموثيق الفرح

ها.. غابوا حيث الغمام
وانا ما كنت الا قربانا لاحزاني..
امراة تسكنها غيمة
وحيدة امضي الى ليلي
واعيدني الى خوائي
تماما كما جئت الى الوجود لاول مرة
ما كنت الا دمعة على خد الوهن
وعلى كف الصباحات الموعودة بالفرح المؤجل
الصباح الذي كان يرنو الينا
موغلا في غيابهم
والريح التي بعثرت مباهج الروح
نفذت فينا حكم الاعدام

انت يا نوادر الحزن
الجاثمة على صدر الروح
كيف ندخل وجاهة النسيان ؟!
ونطوي مسافات الحزن ؟!
كيف نعلق اجراس الفرح على بوابات القلب ؟!
وبالروح شرخ الفقد وبين الحنايا
ينام سكين الغياب
يا عيد…!!
انت ياعيد. !!
كيف نعيد اليك نكهتك ؟!
والشوارع غيمة تناشد عتمتها ؟!
كيف نوهم اطفالنا انك متعب فقط
وستعود شهيا كما عهدناك ؟!
وكيف نوهم اطفالنا انهم ليسوا ايتاما
وفي احداقهم دمعة ؟!
وعلى جباهم يصهل اليتم ؟!

Avatar

صحيفة نحو الشروق

صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

Related Posts

نحو المسيرة الإعلامية متعب الشبلاوي

المقدمة:قصتك مع الإعلام والسوشيال ميديا.لماذا اخترت هذا المجال كهواية وشغف.الفصل الأول: البداية والإلهامأول تجربة لك في الإعلام أو مواقع التواصل.الأشخاص أو الأحداث التي ألهمتك.الصعوبات الأولى وكيف تغلبت عليها.الفصل الثاني: تعلم…

سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

اترك تعليقاً