مجرة حزن بقلم: “خديم الله منيرة”

مجرة حزن
جميلة وهي تمشي على أحزانها،رافعة رأسها فيراها الناس قوية…
تمشي حافية على أشواك ناعمة، حزينة في صورة المبتسمة، قوية وهي أضعف من الجنين بعد سقوطه ،تستمد أنفاسها منهم وهم يعتبرونها منبع الأمان، لاتشبه النساء وأحزانها يراها الناس سعادة لأنها بكل بساطة تمشي على سعادتها من أجل تلك العيون التي تراقبها و تترقب سقوطها و انهيارها..!!!!
لكنها متمردة كانت تتجاوز كل إحتمالات السقوط، لم تكن أبدا عادية، بل كانت بعيدة عن معتقداتهم السخيفة، لم تشجيها الأحزان ولم تكسرها الخيبات، و مع أن صوت سقوط الحزن في قلبها كان ينهمر بفظاظة إلا أنها كانت موقنة بالنهاية… موقنة بالنجاة ..
موقنة بالنجاة عن تلك الأشعار التي نثرتها و عادت إليها ذابلة.. تفزع من النور و من شيء اسمه السرور … رحيلك أو رحيلها أمر سيان فما عادا يشكلان في قائمة الغائبين شيئا سوى أنه الخيار الوحيد..
تألمت كثيرا كثيرا لكنها ستبقى موقنة بالنجاة كثقتها بأنها ستبقى لعنة في قلبه تزوره كل يوم، قلادة بالنهار و وسادة بالليل، ستبقى غصة في صدره و كلما نظر لنفسه في المرآة رأى انعكاس صورتها بدل صورته و بعدها أبدا لن يجد السلام…
هي وحيدة حزينة تطبطب على قلبها بيدها وتكفكف دمعها باليد الأخرى… عن أي كيد تتحدثون وجع واحد جعلها تراقب الحياة من بعيد و كأنها ليست منها…
» مخاوفها.. ضعفها… حزنها… خيباتها.. مرآتها.. قصتها… بساطتها.. كذبها.. حقيقتها… كلها أحزان تجاوزت حدود الكون و المجرات
__________________
خديم الله منيرة.
  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    سلو االفؤاد للشاعرة السورية غنوة حمزة

    سَلوا الفؤادَ سلوا الفؤادَ بلطفٍ عن مواجعِنالايُجدي للجرحِ بعدَ النزفِ تطبيبُ في بحرِ عشقٍ هوَت للقاعِ قافيتيوالشيبُ في إلهامٍ لايجديهِ تخضيبُ أغفو وأصحو على ذِكرى تعذّبُنيقد شابَ قَلبي وبعضُ الشّوقِ…

    كأنك مطر بقلم بسام احمد العبدالله

    كأنكِ مطر لا تسألي كيف أحبكِأنا لا أملك تفسيرًاكما لا تملك الريحُ مبررًا لجنونهاولا البحرُ سببًا لافتراسه اليابسة حين تغيبينتغلق المدنُ أبوابها، وتصير الأرصفةُ مبلّلة بالأسىكأنكِ المطرُولم تأذني للغيم أن…

    اترك تعليقاً