قصة قصيرة : لا بأس بتكرار المحاولة
بقلم : وهيبة بلقاسم /الجزائر

ذات مساء وككل يوم يمر بحياتها، بذلك الكسل و بتلك الفوضى العارمة التى تجتاح كل كيانها، استلقت كعادتها على سريرها و نظرت ببصرها الثاقب نحو السقف، أفكار كثيرة تتلاعب بمشاعرها، لم تبرح مخيلتها، بدأ العد التنازلى للإرهاق هذا البادى على جسدها والمترجم فى بعض سلوكياتها المضطربة، هى فترة ليست بطويلة المدى، لكنها كافية جدا لتدمير ذاتها، ها هى ذى الآن على فراش المرض مرة أخرى كالمحتضر، سالت دموع على وجنتيها فلامست الوسادة التى ألفت وجودها عليها كأنها عنصر ماص لطاقتها، حاولت جاهدة النهوض لكن الوسادة تحولت وكأنها مغناطيس قوى لكمِّ السلبيات المتراكمة فى تلك الأفكار المترامية ها هنا و ها هنا فى ثنايا ذاكرتها ومخيلتها كانت قد اكتسبتها من كثرة التفكير السلبي، تنهدت بعمق وهى تقول فى قراره نفسها هذه المرة: أستسلم و أموت هنا حيث قبرت نفسى بالحياة ، أو أنهض وأحاول بكل جهد لتخطى كل الضغوط و الأزمات ، تشبثت بكلتي يديها بأطراف السرير لتقوى على النهوض ، إصرار عجيب تملكها لتنقذ حياتها من هذا التدمير الذى حرمها لذة التمتع باللحظة انتصرت أخيرا على مغناطيس تلك الوسادة التى ألفت وجودها معها ، شعرت فجأة بدوار انتابها من كثرة الخمول والذى كانت قد تعودت عليه.. ولم تقو على الحراك.. جلست على طرف السرير قبل أن يهوى ذاك الجسد المنهك على الأرض أخذت نفسا عميقا مرة أخرى وأعادت الكرة للنهوض بجسدها المثقل.