الوداع بقلم: ضمد كاظم الوسمي

الوداع
*
هَواكَ أَعَلَّني دَهْراً هَواكا
شِفائي عَلَّني يَوماً أَراكا
*
ظَنَنْتُكَ لا تُطيق البعْدَ عنّي
وتُشْقي في خِصامي مَنْ أتاكا
*
فمَنْ أنْساكَ هاتيكَ الْأماني؟
وقدْ أغْراكَ مَنْ عنّي نَهاكا
*
فلو قالوا يشيخُ وأنْتَ تدْري
ترعْرعَ بينَ أكْنافي صِباكا
*
فهلْ غادرْتَني طوعاً وعزْماً؟
أمِ الدّهْرُ الّذي عنّي ثَناكا
*
وإنْ عَجِلَتْ بغرْبتِنا اللّيالي
فما أرْضى وإنْ نالتْ رِضاكا
*
حسبْتُكَ لو حضرْتَ هلالَ عيدي
وغابَ الْخَلْقُ كلّهُمُ سِواكا
*
أُفتّشُ عنْكَ في كلّ النّواحي
فلسْتَ هنا ولمْ ترَني هُناكا
*
فما وجَدَتْ ظنوني في بلادٍ
كخالِكَ أو قليلاً مِنْ حَلاكا
*
حَجَجْتُ إلى حَنانِكَ في فؤادي
أقدّ الْقلْبَ أُضْحيةً فِداكا
*
أتوقُ إلى لِقاكَ فهلْ ترى ما
دَهاني في الْمواجِعِ قدْ دَهاكا
*
فَوا عَجَبي لطيفِكَ كيفَ يُنْسى؟
ويُمْحلُ بعْدَ رونقِهِ نَماكا
*
ولمْ أقْطفْ رياحينَ التّهاني
ولمْ أُطْعمْ رحيقاً مِنْ لَماكا
*
يَغيبُ ضياكَ والْأنْوارُ حولي
إذا خفَتَتْ ففي عيني سَناكا
*
أرى الْباكينَ قدْ هجروا خِيامي
فوحْدي مَنْ يعاني مِنْ نَواكا
*
طلبْتُ قميصَ مَنْ في الْبئْرِ لكنْ
إذا قلْبي بَكى قالوا تَباكى
*
ألا ياهاجري أنْشِقْ نسيمي
فأنْفاسي نسيمٌ مِنْ رُباكا
*
سقى شوقي سحابٌ مِنْ دِمائي
وكمْ دمْعي هَتوناً قدْ سقاكا
*
فيا طيفَ الْحبيبِ سهرْتُ ليلي
ولمْ أسْمعْ حَسيساً مِنْ خُطاكا
*
هداكَ اللهُ يامَنْ عافَ ودّي
ويكْفيني مِنَ الْأعْيارِ ذاكا
*
وقدْ حانَ الْوَداعُ إليكَ منّي
سلامٌ مِنْ مُعنّى ما سَلاكا
*
فحَسْبي الصّبْرُ في الْمكْروهِ حسْبي
إذا نادى الزّمانُ هوى سِواكا
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

بغداد عاصمة الثقافة والفنون على موعد مع حدث موسيقي استثنائي

تشهد بغداد يوم الثلثاء الاول من نيسان حفلاً مميزًا من موسيقيين العالممع الاوركسترا الفنلندية العربية على المسرح الوطنيو التي ستقدّم من خلاله مجموعة من أشهر الأغاني و المقطوعات الموسيقية لمؤلفينَ…

اترك تعليقاً