إرحل بقلم: محمد عبد القادر زعرورة

……………….. إِرْحَلْ ………………….
… الشَّاعر الأَديب …
……. محمد عبد القادر زعرورة …

لَا تَتَّبِعْنِي فَإِنَّكَ تَابِعٌ
لِلْرِّجْسِ لِلْشَّيْطَانِ لِلْطَّاغُوتِ

لَا تَتَّبِعْنِي إِنْ لَاقَيْتُ جَوْرَاً
أَوْ جَرَعْتُ المُرَّ أَوُ أُفْقِدْتُ قُوتِي

لَا تَتَّبِعْنِي إِنِّي لَا أَرَىَ في
وَجْهِكَ المَشْؤُومِ إِلَّا حُوْتِي

لَا تَتَّبِعْنِي فَإِنِّي لَسْتُ قُرَيْدِسَاً
أَنَا القِرْشُ الَّذِي مَا مَاتَ في بَيْرُوتِ

لَا تَقُلْ جَارَ الزَّمَانُ عَلَيْهِ فَإِنَّنَي
رُغْمَ الظَّلَامِ مُحَطِّمٌ تَابُوتِي

لَا تَقُلْ إِنِّي لَاقَيْتُ حَتْفِي فَإِنَّنِي
سَأَعُودُ ثَانِيَةً مِنَ التَّابُوتِ

لَا تَقُلْ طَالَ الظَّلَامُ وَأُنْهِكَ
النُّورُ الَّذِي سَارَتْ عَلَيْهِ حَيَاتِي

لَا تَقُلْ هَذَا فَإِنَّكَ مُخْطِئٌ
أَتَظُنُّ عُمْرِي يُقَاسُ بِالسَّنَوَاتِ

لَا تَبْتَسِمْ إِنْ خَارَ فِيَّ الجُهْدُ
أَوْ خَارَتْ قُوَىَ عَضَلَاتِي

إِنْ مَاتَ أَبْنَائِي جَمِيعَاً رُبَّمَا
جَاءَتْ إِلَيْكَ بِالاِنْتِقَامِ بَنَاتِي

لَا تَبْتَسِمْ إِنْ فَارَقَتْنِي قَذِيفَتِي
زَيْتُونَتِي جَاءَتْ بِنَارِ عَصَاتِي

لَا تَبْتَسِمْ فَإِنَّكَ يَوْمٌ مُنْتَهٍ
إِنْ مَاتَ جِلْدِي قَاوَمَتْكَ رُفَاتِي

لَا تَقُلْ دَارِي فَإِنَّكَ لَسْتَ مِنْ
دَارِي وَلَا مِنْ حَوْضِ نِيْلِي وَفُرَاتِي

مَا دُمْتَ تَقُولُ ظُلْمَاً إِنِّي قَادِمٌ
بِالمَوْتِ مِنْ بَرَدَى وَحَقِّ صَلَاتِي

آتِيكَ بِالمَوْتِ الزُّؤَامِ عَلَى يَدٍ
تَاقَتْ لِرَفْعِ الظُّلْمِ عَنْ طُرُقَاتِي

الشَّامُ أُخْتُ القُدْسِ وَالدَّمُ وَاحِدٌ
ذِي الدَّارُ عُمْرِي وَتِلْكَ الدَّارُ حَيَاتِي

لَا فَرْقَ عِنْدِي بَيْنَهُمْ فَبِلَادُنَا
عَكَّا وَجَبْلَةُ فِيْهِمَا بَصَمَاتِي

وَالَّلاذِقِيَّةُ بَسْمَتَي وَشَوَاطِئِي
وَرِمَالُ حَيْفَا فَوْقَهَا صَلَوَاتِي

يَا غَاصِبُ الأَرْضَ المُدَنِّسُ طُهْرَهَا
إِرْحَلْ فَالسَّهْلُ شَكْلِي وَالجِبَالُ صِفَاتِي

إِرْحَلْ فَإِنَّ السَّهْلَ وَالسَّفْحَ الجَمِيلَ
وَزَهْرَ الأُقْحُوَانِ وَكُلَّ نَبَاتِي

يَصْرُخُ بِوَجْهِ الغَاصِبِ الدَّجَّالِ
شُذَّاذَ الآفَاقِ وَالطُّرُقَاتِ

مِنْ حَيْثُ جِئْتَ فَعُدْ وَإِلَّا النَّارُ
وَالبَارُودُ وَالمَوْتُ الزُّؤَامُ في جَنَبَاتِي

……………………………….
كُتِبَتْ في / ٥ / ١١ / ١٩٨٩ /
… الشَّاعر الأَديب …
……. محمد عبد القادر زعرورة …

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

بغداد عاصمة الثقافة والفنون على موعد مع حدث موسيقي استثنائي

تشهد بغداد يوم الثلثاء الاول من نيسان حفلاً مميزًا من موسيقيين العالممع الاوركسترا الفنلندية العربية على المسرح الوطنيو التي ستقدّم من خلاله مجموعة من أشهر الأغاني و المقطوعات الموسيقية لمؤلفينَ…

اترك تعليقاً