أيها الزمن بقلم: “سعيد إبراهيم زعلوك”

أيها الزمن..

سعيد إبراهيم زعلوك

أيها الوطن..
عد بي إلى زمن..
كنت فيه صبياً يافعاً..
سعيداً.. نقياً..
حراً أبياً..
كان قلبي كله هناء..
أحيا فيه حياة السعداء..
أرافق البسطاء..
وألعب.. وألهو.. كما أشاء..
كان قلبي للطهر تاجاً..
وعنواناً للنقاء..
كانت حياتي كلها صفاء..
ألهو تحت ظلال السماء..
ألتمس من القمر الضياء..
والنحوم كانت تزين المساء..
كنت ألهو بين الزروع والثمار..
أعانق شمس النهار..
أشم أجمل العطور..
وآكل أطيب الثمار..
وأسبح فوق صفحة الماء..
كلي سعادة وانتشاء..
وألاعب الفراشات فوق الزهور..
وأدور في البرية..وأدور..
وأحيا في صفاء..

واليوم كيف حالي تبدل..
وغابت عني الفرحة..
وغاب الأمان…
وزارني النسيان..
وغاب عني الوفا..
وسكنت مدن الجفاء..

أيهاالزمن..
عد بي للوراء..
واعد لقلبي السعادة والهناء..
لتشرق شمس عمري بالصفاء..
فقد تعبت..
هرمت..
هزمت..
اكتفيت تعباً..
شبعت بكاء..

ما عدت أحتمل..
وحلمي بعد لم يكتمل..
وأنا لا أزال..
أرنو للسماء..
أن يغزوها الضياء..
ومن جديد تشرق شمس الهناء..
أيها الزمن عد بي للبدايات…
أعدني للوراء..

  • Avatar

    صحيفة نحو الشروق

    صحيفة جزائرية إلكترونية ورقية أدبية فنية ثقافية شاملة

    Related Posts

    قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

    قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

    إلى رسول الله

    بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

    اترك تعليقاً