أنثى النَّحلة … شعر/الدكتور عبد الولي الشميري

أنثى النَّحلة
شعر/الدكتور عبد الولي الشميري

مَن يَهوى أنثى النَّحْلَه؟

مَن يَعْشَقُها

مَن يرغبُ منها في قُبْلَه

طبعًا قُبْلَتُها أَلَمٌ

يتبعُه ورمُ

لو شَمَّتْ عِطرًا  تلك النَّحلَه

غَضِبَتْ لَدَغَتْ

ماتتْ مثلّ النَّمْلَه

***

مَن يهواها؟

مَن يَعشقُها؟

فيها سُمٌّ!

فيها عسلُ

لكن للنّاسِ جميعًا

يلعقُ منه ثعابينُ الحقلِ

ويلعقُه المرضى أهلُ العِلَّةْ

في الفندقِ في الشّقّةِ في السّيّارة

في المقهى في الملهى

يُسعدِها أفواهُ الجَوعى

***

تلك النّحلة

تسكنُ تهدأُ في رائحةِ الدّخان

وتنفرُ من عِطرِ المِسكِ

طبعٌ مَغروسٌ في النَّحلة

تأبى إلا أن ترعى

في كلِّ الأغصان

الرَّطبةِ والقَحلةْ

لا يُعْجِبُها ثَمَرُ السِّدرِ

ولا يَرويها ماءُ النِّيلِ

ولا الدّانوب ولا دِجْلةْ

تشربُ مِن كلِّ الأحواض

لا يعنيها حتّى ماءُ المِرحاض

عسلٌ فيها يهواهُ النَّاسُ

ولكن

ما أرخصَهُ

ما أيسرَه

ما اسوأَ فِعْلَه

***

لا يعشقُ تلكَ النَّحلَة

إلّا مَن يَفْقِدُ عَقْلَه

عفوًا يا سيّدتي النَّحلة

لستِ المقصودةَ بالمَعنى

يا طيرًا لم يَخلقْ رَبِّي مِثْلَهْ

Related Posts

قلبٌ حالم في زمن صعب بقلم يسار الحبيب

قلبٌ حالمٌ… في زمنٍ صَعْب! لم تكن معرفتي بأدباء وباحثي محافظة الحسكة ومدنها قبيل عام 1998م إلا من صفحات الكتب أو المجلات، يومئذٍ كنت أتمتم حروفي الأولى، في تجربة شعرية…

إلى رسول الله

بَانَتْ سُعَادُ فَأَشْرَقَتْ فِي الْقَلْبِ بُشْرَىوَمَا لِعُيُونِي بَعْدَهَا الصَّبْرُ أَوْ قَدْرَارَسُولُ الْهُدَى، بَحْرُ الْجَمَالِ وَرَحْمَةٌفَجَاءَتْ بِمَوْلُودٍ أَضَاءَ الدُّجَى نُورَاهُوَ الْبَدْرُ، لَكِنْ لَيْسَ يَأْفُلُ ضَوْءُهُوَلَا يَحْجُبُ الْغَيْمُ الْمُنِيرَ لَهُ سِتْرَا بِمَوْلِدِهِ…

اترك تعليقاً